مسرحية الثلاثة فصول

دق القدر من جديد بابها و فتحت و استقبلته كعادتها بابتسامة راجية أن يكون ماجاء به أخر و أروع حلول مسألتها. هي تعرف لما جاء و لما حتى طرق بابها و طبعا كعادته جاء بأوراق إحدى مسرحيات حياتها التي و لابد أن يكون لها دورا فيها.......................

إنها و بطبيعة الأمر تعرف أن الأوراق بيضاء و هي من ستجعل سطورها و أحرف نصها سوداء.

لم يهمها نص المسرحية لأنها تدرك أنه القدر و أبت أو رفضت لابد و حتما أن يكون لها دورا في هاته المسرحية.

انتظرت أن تكون البطلة الحبيبة أو أن ينتهي دورها في بداية أو منتصف المسرحية أو حتى أن يكون لها دورا ثانويا في مسرحيتها و لكن و مع مرور أحداث المسرحية أدركت ما كان دورها فقد كان هو البطلة و كانت هي البطل.

نعم البطل, انقلبت الأدوار و أصبحت هي المعتمد عليها, أصبح المرأة و أصبحت الرجل..........

مع الأوراق الأولى لنص المسرحية أدركت أنانيته و حبه لنفسه حاولت الإبتعاد و فعلا ابتعدت, وضعت نقطة النهاية و قررت أن تسدل الستار لكنه عاد و رفعه و قرر هو أن يكمل الفصل الثاني و لا جديد يدكر فهو هو مصر على أن يلعب دور البطلة و أن يجسد أنانيته بمنتهى الأنانية. حاولت مرارا أن تقلب الأدوار, أن تجعله يستوعب أنه و لابد أن يكون البطل , أنها تعبت من دور الرجل, أنها بحاجة أن تشعر بأنوثتها و أن يشعرها برجولته..................

لا يهمه إن تعبت أو كانت بحاجته أو حتى بحاجة إلى دردشة معه, ما يهمه فقط راحته, إدا ارتاح ركنها على الرف و جعل الغبار يقتل كل شيء جميل فيها و إن تعب بحث عنها و اتهمها بعدم المبالاة به و لا براحته. و لو حاولت البحث عنه و السؤال عن أحواله تدمر من كثرة إنشغالها به....................

و جاء و أن قررت أن تواجهه بحقيقة الأمر و رغم أنه يدعي الصراحة إلا أن كلامها لم يعجبه و اعتبره كلام صبية في التاسعة من عمرها و قررت اسدال الستار و انسحبت من الدور و هي مرفوعة الرأس راضية عن ما قدمته, و قرر مرة أخرى أن يعيد رفعه فقد كان دلك بالنسبة له نهاية الفصل الثاني فقط و لا تزال المسرحية في أوج أحداثها.

و بدأ الفصل الثالث و من المعترف به أن للمسرحية ثلاثة فصول و كفى و أصر على دوره و تمادى فيه و رضخت هي لواقعها, قبلت أن يكون دائما بحاجة لها و أن لا تكون ابدا بحاجته.... أن تغمره بحنانها و أن لا تدوق قطرة من حبه بل جعلها تستوعب أن وجوده أو عدمه سواء و بعد أن كانت نهاية مسرحيتها من الأشياء التي تحلم بها أصبحت لا يهمها حتى موعد نهايتها و لا كيف ستكون النهاية, أصبحت هي شيئا اساسيا في حياته و لا يمكنه الإستغناء عنها , أدرك أنه يمكنه أن يعتمد عليها و اصبح شيئا ثانويا في حياتها أو حتى بصريح العبارة عبئا من أعباء الحياة عليها, أدركت أنها أبدا لا يمكنها الإعتماد عليه و قررت إكمال المسرحية فقط لأنه هو بحاجة لحضورها و متى أدركت أنها ستجد دور البطلة في مسرحية أخرى سوف تنسحب بكل اطمئنان و تتركه مع أنانيته التي جعلته يخسرها كحبيبة............

هاته اول مشاركة لي و أرجو أن تنال إعجابكم

أختكم كوموندوس

السلام عليكم
الغالية كموندوس ها انا اول واحد ارد عليكي
غموض محيط باجمل ما فيك من و ضوح...

كم تبهجني قراءة الروائع وكم امقت
التعليق عليها...لان قلمي يتلعثم
خوفا من ان تخونه الحروف
انها حقا غامضة فكلما قرأتها

اجد معاني جديدة، ولكنها جميلة الاسطر

وبليغة في التعبير... تموجات مختلفة انعكست

عليها فمنحتها عدة الوان مرئية ومخفية...

الحزن كان قالبها الاساسي والحب غطائها..

هكذا اختزنت في ثنايا افكاري وزوايا قلبي

الغالية كموندوس

حقا ابدعتي جدا في حديثكي مع الروح

ومناجاتكي لها وما يختفي وراء ضبابها...

اهديكي نجمة زاهية من فضائي عساها

تضيء غموض روحك وحزنها

سلمتي وسلم قلمك المميز

ودمتي بالف خير
مامي

نجمة غالية و مكانها لن يكون سوى مكان غال
فسوف أحتفظ بها لكن تقبل قمري الذي أرجو أن ينور طريقك و يجعلك من خير خلق الله

اختك كوموندوس