يقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه { صيد الخاطر}:
من أظرف الأشياء إفاقة المحتضر عند موته , فإنه ينتبه انتباها لا يوصف , ويقلق قلقا لا يحد , ويتلهف على زمانه الماضي.
ويود لو ترك كي يتدارك ما فاته و يصدق في توبته على مقدار يقينه بالموت و يكاد يقتل نفسه قبل موتها بالأسف.
ولو وجدت ذرة من تلك الأحوال في أوان العافية حصل كل مقصود من العمل بالتقوى.
فالعاقل من مثّل تلك الساعة و عمل بمقتضى ذلك .
فإن لم يتهيأ تصوير ذلك على حقيقته تخايله على قدر يقظته.
فإنه يكف كف الهوى و يبعث على الجد.
فأما من كانت تلك الساعة نصب عينيه كان كالأسير لها .
قال معروف لرجل صلّ بنا الظّهر , فقال :إن صليت بكم الظهر لم أصلّ بكم العصر , فقال :و كأنك تؤمل أن تعيش إلى العصر, نعوذ بالله من طول الأمل .
و ذكر رجل رجلا بين يديه بغيبة , فجعل معروف يقول له:
اذكر القطن إذا وضعوه على عينيك.